1. شروط إمكان قيام علم النّفس:
أ. الموضوع:
النّص/السّند: " ما هو علم النّفس ". كانغيلام.
( [وحدهم المديرون لديهم صلاحيات معاينة هذا الرابط] )
التّخلّص:
اعتبر فرويد أنّ التّحليل النّفسي امتداد لعلوم الطّبيعة وسّع مجال العلم بأن اتّخذ كموضوع له الإنسان في نشاطاته النّفسيّة.
و لكن ما هي المقاييس التّي تمكّن من التّسليم بعلوميّة و موضوعيّة هذا العلم ؟ هل يلتزم علم النّفس، بالفعل، بأهمّ هذه الشّروط و هي تحديد الموضوع ؟ أم أنّ في تحديد الموضوع مشكل لا يمكن تجاوزه ؟
الأطروحة: رغم كون تحديد الموضوع شرط لتحقيق علوميّة العلم، فانّ هذه المهمّة، بالنّسبة إلى علم النّفس، توقع في مأزق حقيقي.
الإشكالية: هل يسمح الموضوع بتأسيس وحدة علم النّفس ؟
تفكيك عناصر التّحليل:
1. [وحدهم المديرون لديهم صلاحيات معاينة هذا الرابط].
2. [وحدهم المديرون لديهم صلاحيات معاينة هذا الرابط].
التّحليل:
1. صعوبة تعريف علم النّفس:
لم يعد " الإنسان " بفضل العلوم الإنسان موضوعا للتّفكير ( الذّي يمتاز بقصوره عن تقديم تعريف نهائي و قطعي و بمساءلته المستمرّة و الدّائمة لمواضيعه )، بل موضوعا للمعرفة و العلم ( الذّي يتميّز بزعمه الوصول إلى القواعد المتحكّمة في سلوكات هذا الكائن ).
§ يؤكّد [وحدهم المديرون لديهم صلاحيات معاينة هذا الرابط]، في هذا النّص، على أنّ علم النّفس، الذّي يريد و يهدف إلى الوصول إلى تعريفات علميّة حول الإنسان، هو عاجز حتّى عن تقديم إجابة دقيقة و واضحة عن هذا السّؤال: " ما هو علم النّفس ؟ ".
فإذا كان تساؤلا كهذا لا يضرّ [وحدهم المديرون لديهم صلاحيات معاينة هذا الرابط] في شيء، حتّى و إن لم تتمكّن من الإجابة عنه، لأنّها في جوهرها تفكير و مساءلة مستمرّة و دائمة، فانّ له انعكاسات خطيرة و سلبيّة في مجال علم النّفس. إذ كيف لهذا المبحث أن يشكّل بالفعل علما و هو عاجز و قاصر عن تحديد ذاته و تعريفها؛ ممّا سينجرّ عنه، كما يؤكّد ذلك [وحدهم المديرون لديهم صلاحيات معاينة هذا الرابط]، تشكيك في مدى فعاليّة و جدوى هذا العلم بالذّات.
عجز علم النّفس عن تعريف ذاته بدقّة و بصفة موحّدة، معناه إذن أنّ هذا العلم لم يحقّق بعد علميّته، و أنّه ما زال في طور البحث الأوّلي عن أسس متينة تمكّن من قيامه.
انّ دواعي الإقرار بلا علوميّة علم النّفس متمثّلة في أنّه مازال يشكّل، كما يقول كانغيلام: " خبريّة متعدّدة العناصر مصاغة بأسلوب أدبي ".
لم يصل بعد، إذن، إلى حقائق بشأن سلوكات الإنسان و تصرّفاته.
مازال يبحث عن المنهج الملائم للظّواهر النّفسيّة.
كلّ هذه العوامل تجعل من هذا العلم و كأنّه:
- " فلسفة تعوزها الدّقّة "، لأنّها لا تتعرّض إلى الإنسان ككلّ نفسي، بل كلّ اتّجاه أو مدرسة نفسيّة تنتقي جملة محدودة من الظّواهر النّفسيّة على أساسها تحاول تفسير كلّ النّشاط النّفسي عند الإنسان.
مثال: فرويد يستند إلى مفهوم " اللاّشعور " كي يفسّر كلّ التّجلّيات النّفسيّة عند الإنسان. واطسون أو المدرسة السّلوكيّة تكتفي بدراسة التّصرّفات التّي يمكن ملاحظتها تجريبيّا ( الغضب الملاحظ عبر احمرار الوجنتين و تزايد ضغط الدّم إلى آخره…).
هذا الانتقاء لوقائع نفسيّة محدّدة يتمّ على أساسها تفسير كلّ النّشاط النّفسي لدى الإنسان، هو ما يجعل كانغيلام يصف هذا العلم و كأنّه " فلسفة تعوزها الدّقّة "، يعني لم تحقّق بعد علوميّتها.
- و هذا العلم، حسب كانغيلام يستند إلى " أخلاقيّات تفتقر إلى الضّوابط". هي: أخلاقيّات العرّاف، لأنّ عالم النّفس يريد لأن يتنبّأ بالحالة المستقبليّة لشخصيّة الإنسان انطلاقا من معرفته بحالتها الرّاهنة. و هي أخلاقيّات المربّي، لأنّ العالم النّفساني يقوم بتوجيه شخصيّة الإنسان نحو ما يعتقد أنّه الأفضل بالنّسبة لتوازنه النّفسي. و هي أخلاقيّات القاضي، لأنّ الطّبيب النّفساني هو الذّي يصدر أحكاما مصيريّة على المستوى المهني ( الاختبارات النّفسيّة التّي تحدّد المؤهّلين لعمل ما ).
- و ما يجعل هذا العلم مفتقدا إلى صفة العلوميّة حسب كانغيلام، هو أنّه يمثّل " طبّا بدون رقابة "، لأنّ الأمراض التّي يعالجها هي في غالب الأحيان أمراض ميؤوسة و ليس لها دواء في نظر العديد من النّاس.
هذه الاعتبارات العامّة بشأن علم النّفس شكّلت دواعي وجيهة لمناقشة مدى حضور صفة الموضوعيّة و العلوميّة في هذا المبحث. و لعلّ كانغيلام لا يبتعد كثيرا عن موقف [وحدهم المديرون لديهم صلاحيات معاينة هذا الرابط] الذّي يعتبر علم النّفس تكريسا لجملة من الأفكار اللاّهوتيّة و الميتافيزيقيّة، لذلك لا يمكن لهذا المبحث أن يشكّل علما قائما بذاته ( علم وهمي ).
§ إضافة إلى العوامل السّابقة، فانّ تعريف علم النّفس ذاته يطرح إشكالا حسب كانغيلام. فإذا كان تعريف العلم يكون بتحديد المنهج المتّبع الذّي يتحدّد بدوره بطبيعة مجال العلم و موضوعه ( علم الطبّ / المنهج التّجريبي / وظائف أعضاء جسم الإنسان )، فانّ مثل هذا التّعريف هو غير ممكن بالنّسبة إلى علم النّفس.
كثرة الاتّجاهات و المدارس النّفسيّة قضت بأنّ هذا العلم ينظر إلى الموضوع من زوايا نظر مختلفة، ممّا يقتضي بالتّالي استعمال مناهج مختلفة.
النّتيجة: أزمة في تعريف هذا العلم.
أمثلة:
× الاتّجاه التّجريبي: ( علم النّفس السّلوكي ) عند واطسون يتمثّل في " دراسة سلوكات الكائنات الإنسانية الملاحظة بصفة موضوعيّة "، و ذلك بالاستناد إلى أبحاث الفيزيولوجي الرّوسي بشأن الفعل الانعكاسي الشّرطي ( Réflexe conditionné)عند الحيوان ( علم نفس الحيوان ).
علم نفس وصفي و تجريبي موضوعه الإنسان كذات حيوانيّة. و هو يتحدّد أساسا بمنهجه.
× الاتّجاه الإنساني: ( علم النّفس العيادي ) يتحدّد لا بالمنهج و إنما بالموضوع ( الإنسان كذات ثقافيّة )، و يمثّله بالخصوص مدرسة التّحليل النّفسي الفرويدي التّي تعتبر أنّ لكلّ أفعال و أقوال الإنسان دلالة لا شعوريّة خفيّة، و أنّ العلاج النّفسي يمرّ ضرورة عبر الكشف عن العقد و النّوازع النّفسيّة المكبوتة في باطن الإنسان.
هذه التيّارات المختلفة و المدارس المتعدّدة في دراسة الظّواهر النّفسيّة عند الإنسان تطرح مشكلا إبستيمولوجيّا دقيقا بالنّسبة لعلم النّفس. هذا المشكل هو: تشتّت هذا العلم و غياب وحدة تأليفيّة للموضوع و للمنهج.
2. حدود الموقف التّأليفي بين مختلف تيّارات هذا العلم:
حاول دانيال لاقاش أن يتجاوز ظاهرة تشتّت و غياب وحدة علم النّفس، بأن قدّم تعريفا شاملا له و هو: " النّظريّة العامّة في السّلوك ".
فدراسة سلوك الإنسان، تمثّل بالنّسبة إلى هذا الأخير، وحدة موضوع علم النّفس.
§ يعتبر [وحدهم المديرون لديهم صلاحيات معاينة هذا الرابط]، في هذا النّص، أنّ هذا التّحديد العامّ لعلم النّفس لا يعكس " خطّا ثابتا وسط تغيّر الحالات "، بمعنى أنّه لا يعبّر عن اتّجاه علمي موحّد لمختلف المدارس النّفسيّة.
الاتّجاهات النفسيّة المختلفة تتباين حتّى في المشروع العلمي ذاته.
§ يؤكّد كانغيلام أنّ علم النّفس، بمختلف تياراته، ينطلق من مفترض و من رؤية أوّليّة عن الإنسان. فهو إما يتحدّد أساسا بما هو جسدي / علم النّفس الحيواني /، و إما يتحدّد بما هو إنساني و روحي / علم النّفس العيادي /، و إما يتحدّد بما هو جسدي و روحي في نفس الوقت / موقف لاقاش ).
يستند علم النّفس إلى رؤية فلسفيّة معيّنة عن الإنسان ( علاقة ما هو نفسي بما هو جسدي )، في حين كان عليه، لا أن يسلّم و يفترض في بحثه هذه الرّؤية، و إنما البرهنة من خلال النّشاط العلمي على هذا التّصوّر حول الإنسان.
لعلم النّفس جذور فلسفيّة. هو وليد فلسفة معيّنة حول الإنسان.
يتساءل هنا، إذن، كانغيلام، عن مدى نجاح علم النّفس في قطع كلّ صلاته مع الفلسفة.
مكاسب النّص:
§ وضع علم النّفس محلّ مساءلة إبستيمولوجيّة نقديّة.
§ إبراز تشتّت المباحث النّفسيّة.
§ فضح الأساس الفلسفي لعلم النّفس.
أ. الموضوع:
النّص/السّند: " ما هو علم النّفس ". كانغيلام.
( [وحدهم المديرون لديهم صلاحيات معاينة هذا الرابط] )
التّخلّص:
اعتبر فرويد أنّ التّحليل النّفسي امتداد لعلوم الطّبيعة وسّع مجال العلم بأن اتّخذ كموضوع له الإنسان في نشاطاته النّفسيّة.
و لكن ما هي المقاييس التّي تمكّن من التّسليم بعلوميّة و موضوعيّة هذا العلم ؟ هل يلتزم علم النّفس، بالفعل، بأهمّ هذه الشّروط و هي تحديد الموضوع ؟ أم أنّ في تحديد الموضوع مشكل لا يمكن تجاوزه ؟
الأطروحة: رغم كون تحديد الموضوع شرط لتحقيق علوميّة العلم، فانّ هذه المهمّة، بالنّسبة إلى علم النّفس، توقع في مأزق حقيقي.
الإشكالية: هل يسمح الموضوع بتأسيس وحدة علم النّفس ؟
تفكيك عناصر التّحليل:
1. [وحدهم المديرون لديهم صلاحيات معاينة هذا الرابط].
2. [وحدهم المديرون لديهم صلاحيات معاينة هذا الرابط].
التّحليل:
1. صعوبة تعريف علم النّفس:
لم يعد " الإنسان " بفضل العلوم الإنسان موضوعا للتّفكير ( الذّي يمتاز بقصوره عن تقديم تعريف نهائي و قطعي و بمساءلته المستمرّة و الدّائمة لمواضيعه )، بل موضوعا للمعرفة و العلم ( الذّي يتميّز بزعمه الوصول إلى القواعد المتحكّمة في سلوكات هذا الكائن ).
§ يؤكّد [وحدهم المديرون لديهم صلاحيات معاينة هذا الرابط]، في هذا النّص، على أنّ علم النّفس، الذّي يريد و يهدف إلى الوصول إلى تعريفات علميّة حول الإنسان، هو عاجز حتّى عن تقديم إجابة دقيقة و واضحة عن هذا السّؤال: " ما هو علم النّفس ؟ ".
فإذا كان تساؤلا كهذا لا يضرّ [وحدهم المديرون لديهم صلاحيات معاينة هذا الرابط] في شيء، حتّى و إن لم تتمكّن من الإجابة عنه، لأنّها في جوهرها تفكير و مساءلة مستمرّة و دائمة، فانّ له انعكاسات خطيرة و سلبيّة في مجال علم النّفس. إذ كيف لهذا المبحث أن يشكّل بالفعل علما و هو عاجز و قاصر عن تحديد ذاته و تعريفها؛ ممّا سينجرّ عنه، كما يؤكّد ذلك [وحدهم المديرون لديهم صلاحيات معاينة هذا الرابط]، تشكيك في مدى فعاليّة و جدوى هذا العلم بالذّات.
عجز علم النّفس عن تعريف ذاته بدقّة و بصفة موحّدة، معناه إذن أنّ هذا العلم لم يحقّق بعد علميّته، و أنّه ما زال في طور البحث الأوّلي عن أسس متينة تمكّن من قيامه.
انّ دواعي الإقرار بلا علوميّة علم النّفس متمثّلة في أنّه مازال يشكّل، كما يقول كانغيلام: " خبريّة متعدّدة العناصر مصاغة بأسلوب أدبي ".
لم يصل بعد، إذن، إلى حقائق بشأن سلوكات الإنسان و تصرّفاته.
مازال يبحث عن المنهج الملائم للظّواهر النّفسيّة.
كلّ هذه العوامل تجعل من هذا العلم و كأنّه:
- " فلسفة تعوزها الدّقّة "، لأنّها لا تتعرّض إلى الإنسان ككلّ نفسي، بل كلّ اتّجاه أو مدرسة نفسيّة تنتقي جملة محدودة من الظّواهر النّفسيّة على أساسها تحاول تفسير كلّ النّشاط النّفسي عند الإنسان.
مثال: فرويد يستند إلى مفهوم " اللاّشعور " كي يفسّر كلّ التّجلّيات النّفسيّة عند الإنسان. واطسون أو المدرسة السّلوكيّة تكتفي بدراسة التّصرّفات التّي يمكن ملاحظتها تجريبيّا ( الغضب الملاحظ عبر احمرار الوجنتين و تزايد ضغط الدّم إلى آخره…).
هذا الانتقاء لوقائع نفسيّة محدّدة يتمّ على أساسها تفسير كلّ النّشاط النّفسي لدى الإنسان، هو ما يجعل كانغيلام يصف هذا العلم و كأنّه " فلسفة تعوزها الدّقّة "، يعني لم تحقّق بعد علوميّتها.
- و هذا العلم، حسب كانغيلام يستند إلى " أخلاقيّات تفتقر إلى الضّوابط". هي: أخلاقيّات العرّاف، لأنّ عالم النّفس يريد لأن يتنبّأ بالحالة المستقبليّة لشخصيّة الإنسان انطلاقا من معرفته بحالتها الرّاهنة. و هي أخلاقيّات المربّي، لأنّ العالم النّفساني يقوم بتوجيه شخصيّة الإنسان نحو ما يعتقد أنّه الأفضل بالنّسبة لتوازنه النّفسي. و هي أخلاقيّات القاضي، لأنّ الطّبيب النّفساني هو الذّي يصدر أحكاما مصيريّة على المستوى المهني ( الاختبارات النّفسيّة التّي تحدّد المؤهّلين لعمل ما ).
- و ما يجعل هذا العلم مفتقدا إلى صفة العلوميّة حسب كانغيلام، هو أنّه يمثّل " طبّا بدون رقابة "، لأنّ الأمراض التّي يعالجها هي في غالب الأحيان أمراض ميؤوسة و ليس لها دواء في نظر العديد من النّاس.
هذه الاعتبارات العامّة بشأن علم النّفس شكّلت دواعي وجيهة لمناقشة مدى حضور صفة الموضوعيّة و العلوميّة في هذا المبحث. و لعلّ كانغيلام لا يبتعد كثيرا عن موقف [وحدهم المديرون لديهم صلاحيات معاينة هذا الرابط] الذّي يعتبر علم النّفس تكريسا لجملة من الأفكار اللاّهوتيّة و الميتافيزيقيّة، لذلك لا يمكن لهذا المبحث أن يشكّل علما قائما بذاته ( علم وهمي ).
§ إضافة إلى العوامل السّابقة، فانّ تعريف علم النّفس ذاته يطرح إشكالا حسب كانغيلام. فإذا كان تعريف العلم يكون بتحديد المنهج المتّبع الذّي يتحدّد بدوره بطبيعة مجال العلم و موضوعه ( علم الطبّ / المنهج التّجريبي / وظائف أعضاء جسم الإنسان )، فانّ مثل هذا التّعريف هو غير ممكن بالنّسبة إلى علم النّفس.
كثرة الاتّجاهات و المدارس النّفسيّة قضت بأنّ هذا العلم ينظر إلى الموضوع من زوايا نظر مختلفة، ممّا يقتضي بالتّالي استعمال مناهج مختلفة.
النّتيجة: أزمة في تعريف هذا العلم.
أمثلة:
× الاتّجاه التّجريبي: ( علم النّفس السّلوكي ) عند واطسون يتمثّل في " دراسة سلوكات الكائنات الإنسانية الملاحظة بصفة موضوعيّة "، و ذلك بالاستناد إلى أبحاث الفيزيولوجي الرّوسي بشأن الفعل الانعكاسي الشّرطي ( Réflexe conditionné)عند الحيوان ( علم نفس الحيوان ).
علم نفس وصفي و تجريبي موضوعه الإنسان كذات حيوانيّة. و هو يتحدّد أساسا بمنهجه.
× الاتّجاه الإنساني: ( علم النّفس العيادي ) يتحدّد لا بالمنهج و إنما بالموضوع ( الإنسان كذات ثقافيّة )، و يمثّله بالخصوص مدرسة التّحليل النّفسي الفرويدي التّي تعتبر أنّ لكلّ أفعال و أقوال الإنسان دلالة لا شعوريّة خفيّة، و أنّ العلاج النّفسي يمرّ ضرورة عبر الكشف عن العقد و النّوازع النّفسيّة المكبوتة في باطن الإنسان.
هذه التيّارات المختلفة و المدارس المتعدّدة في دراسة الظّواهر النّفسيّة عند الإنسان تطرح مشكلا إبستيمولوجيّا دقيقا بالنّسبة لعلم النّفس. هذا المشكل هو: تشتّت هذا العلم و غياب وحدة تأليفيّة للموضوع و للمنهج.
2. حدود الموقف التّأليفي بين مختلف تيّارات هذا العلم:
حاول دانيال لاقاش أن يتجاوز ظاهرة تشتّت و غياب وحدة علم النّفس، بأن قدّم تعريفا شاملا له و هو: " النّظريّة العامّة في السّلوك ".
فدراسة سلوك الإنسان، تمثّل بالنّسبة إلى هذا الأخير، وحدة موضوع علم النّفس.
§ يعتبر [وحدهم المديرون لديهم صلاحيات معاينة هذا الرابط]، في هذا النّص، أنّ هذا التّحديد العامّ لعلم النّفس لا يعكس " خطّا ثابتا وسط تغيّر الحالات "، بمعنى أنّه لا يعبّر عن اتّجاه علمي موحّد لمختلف المدارس النّفسيّة.
الاتّجاهات النفسيّة المختلفة تتباين حتّى في المشروع العلمي ذاته.
§ يؤكّد كانغيلام أنّ علم النّفس، بمختلف تياراته، ينطلق من مفترض و من رؤية أوّليّة عن الإنسان. فهو إما يتحدّد أساسا بما هو جسدي / علم النّفس الحيواني /، و إما يتحدّد بما هو إنساني و روحي / علم النّفس العيادي /، و إما يتحدّد بما هو جسدي و روحي في نفس الوقت / موقف لاقاش ).
يستند علم النّفس إلى رؤية فلسفيّة معيّنة عن الإنسان ( علاقة ما هو نفسي بما هو جسدي )، في حين كان عليه، لا أن يسلّم و يفترض في بحثه هذه الرّؤية، و إنما البرهنة من خلال النّشاط العلمي على هذا التّصوّر حول الإنسان.
لعلم النّفس جذور فلسفيّة. هو وليد فلسفة معيّنة حول الإنسان.
يتساءل هنا، إذن، كانغيلام، عن مدى نجاح علم النّفس في قطع كلّ صلاته مع الفلسفة.
مكاسب النّص:
§ وضع علم النّفس محلّ مساءلة إبستيمولوجيّة نقديّة.
§ إبراز تشتّت المباحث النّفسيّة.
§ فضح الأساس الفلسفي لعلم النّفس.
لا يوجد حالياً أي تعليق