Gravity .. في الفضاء لا أحد سيسمع صراخك
المخرج ألفونسو كوران واسم الفيلم “Gravity” الجاذبية: “هذا ما يربطنا بالأرض .. إنه عامل أساسي لحياة البشر .. نحن أمام شخصية تطوف في الفراغ لأنها فقدت ثقتها بنفسها ووقعت ضحية قرارها الخاص بالانغلاق على ذاتها. تبتعد حرفياً عن التواصل وإقامة الروابط مع البشر. يجب أن تتعلم محاربة عزلتها والخروج من قوقعتها لإيجاد القوة التي فقدتها”.
عندما شاهدنا فيلم افاتار لـ جايمس كاميرون الذي قام بخلق كوكب كامل لاحداث الفيلم كان امرا عظيما، وكأننا نشاهد حقا كوكبا غير الارض تجرى عليه هذه الاحداث التى نقلتها الكاميرا، في هذا الفيلم عوده مره اخرى لمشاهدة هذا الامر لكن بطريقه مختلفه، المخرج المكسيكي ألفونسو كوران بتحدى جديد بتصوير احداث الفيلم خارج الارض!، النقله العظيمه التى قام بها المخرج والتقنيه التى صنع بها احداث الفيلم كان شيء مبهر وكل من كان يحلم بأن يشاهد رحلة حقيقيه لرواد الفضاء وصور الارض من الاعلى جسدت تماما هنا.
قصة الفيلم تدور حول رحلة للدكتورة راين ستون الى الفضاء برفقة رائد فضاء اخر يدعى كوالسكي والمهمه روتينيه ومعتاده بعد ذلك يتحول الوضع من الهدوء الذي يسكن الفضاء الى “الكارثه” عاصفة ضخمه محمله ببقايا المركبات والاليات المحطمه بعد حادثة بعيده عنهم يتغير مسارها فتدمر اجزاء كبيره من المكوك لينقطع الاتصال بين الرواد ومركز الاتصال “ناسا”، ليصبح الوضع من محادثات واغاني الى “الوحده” في فضاء هادئ لا احد سواهم.. ليتغير الوضع من الكارثه الى الوحده والخوف الى المحاوله للنجاة والعودة الى الارض.. قبل كل هذه الاحداث الفيلم عبارة عن مغامره تأخذ المشاهده وتأسره طيلة مدة عرض الفيلم.
عن الاداء، ساندرا بولوك في افضل اداء بتاريخها بلا شك وترشيح اوسكاري 100% وربما فوز ثاني امر يعتمد على بقية المنافسات هذا العام، في هذا الفيلم قدمت مشاهد عظيمه من الانفعالات والخوف، القلق التوتر العزيمه الحياة التى رسمتها والشخصية التى صنعتها بدون فلاش باك يوضح خلفيتها، الحزن الذي رسمته ببعض المشاهد، دعم وصنع الشخصيه المكتوبة بهذا الشكل كان ساحرا حقا، كما قال المخرج عن الممثله بولوك “كان صعبا ان تجد نفسك وحيدا دون مساند من ممثلين اخرين”، فـ بولوك كانت وحيده طوال الفيلم وقدمت مع اصواتا خارجيه كانت مجرد اشباح او حديث مع النفس في اغلب فترات الفيلم!، بالجانب الثاني شاهدنا صعوبة الدور من الناحيه الجسديه وتدرب بولوك كثيرا على انعدام الجاذبيه والحركات التى تقوم بها بالاظافة الى الحوار الذي تقدمه بالسرعه المطلوبه مع الحركات البيطئه التى تقوم بها اثناء تصوير الفيلم، اما جورج كلوني فقدم الدور بشكل جيد والحقيقه انه كان ضيف شرف فمشاهده كانت بسيطه لكن مؤثره خصوصا بالمشهد الاخير.
بالأخير الحديث عن المؤثرات والديكورات والاخراج الفني الذي قام به فريق العمل يطول ويحتاج الكثير لوصف العظمه التى قاموا بها، يكفى بان نقول مخرج فيلم افاتار جيمس كاميرون قال “The best space film ever done” افضل فيلم صنع عن الفضاء!، حتى هذه اللحظة أعتبره فيلم العام بدون منافس من بقية الأعمال التى شاهدتها وبانتظار البقية.
لا يوجد حالياً أي تعليق