حكايات جدتى

فى تراثنا حكايات وحواديت ، سمعنا منها الكثير فى طفولتنا ، وبقى الأكثر لم نسمعه ، وقد نمنا والأصوات المحببة الينا تقصها علينا ، وقد نتشوق الى سماعها ونحن كبار ، لتعيد الينا زكريات جملية عشناها ، واصوات حبيبة عشقناها ، هذه الحواديت منها الحقيقى ومنها الخيالى ، ومنها الهادف ، ومنها من لا يتعدى كونه كلام قد ينظر اليه البعض على انه سخيفآ ، ولكنه يعيد الينا زكريات جميلة ، لذلك عزمت على ان اختار منها واعيد كتابتها اليكم.
حكاية الثور والحمار
كان لبعض الزراع مسكن بالأرياف وكان عنده في داره حمار وثور فأتى يوماً الثور إلى مكان الحمار فوجده مكنوساً مرشوشاً وفي معلفه شعير مغربل وتبن مغربل وهو راقد مستريح ، ويركبه صاحبه في بعض الأوقات لحاجتة ، ويرجع على حاله ، فقال الثور للحمار: هنيئاً لك ذلك، أنا تعبان وأنت مستريح تأكل الشعير مغربلاً ويخدمونك وفي بعض الأوقات يركبك صاحبك ويرجع وأنا دائماً للحرث . فقال له الحمار: إذا خرجت إلى الغيط ووضعوا على رقبتك الناف فارقد ولا تقم ولو ضربوك فإن قمت فارقد ثانياً فإذا رجعوا بك ووضعوا لك الفول فلا تأكله كأنك ضعيف وامتنع عن الأكل والشرب يوماً أو يومين أو ثلاثة فإنك تستريح من التعب والجهد ، فلما جاء المزارع إلى الثور بعلفه أكل منه شيئاً يسيراً فأخذه إلى الحرث فوجده ضعيفاً فقالت له زوجته: خذ الحمار مكان الثور اليوم ، فلما رجع آخر النهار شكره الثور على تفضلاته حيث أراحه من التعب في ذلك اليوم ، فلم يرد عليه الحمار جواباً وندم أشد الندامة ، فلما كان الغد جاء المزارع وأخذ الحمار وحرثه إلى آخر النهار فلم يرجع إلا مسلوخ الرقبة ، شديد الضعف ، فتأمله الثور وشكره ومجده فقال له الحمار: أعلم أني لك ناصح ، فقال الثور: نعم وانا شاكر لك نصيحتك ، فقال الحمار: قد سمعت صاحبنا يقول لزوجته: إن لم يقم الثور من موضعه فأعطوه للجزار ليذبحه وأنا خائف عليك ، وقد نصحتك . فلما سمع الثور كلام الحمار شكره وقال في غد أسرح معهم، فأكل الثور علفه بتمامه ، فلما طلع النهار وجاء المزارع وزوجه فنظرت الى الثور فقالت: قد تحسن اليوم ، فأخذ المزارع الثور وخرج ، فلما رأى الحمار الثور هز ذنبه وظرط وبرطع ، وقال: لن انصح احدآ بعد اليوم ،